مقياس القياس والتقويم الرياضي
ان نشأة العلوم مختلف العلوم ووسائل البحث العلمي كانت انطلاقا من فكرة تعكس أراء واتجاهات واضعيها والتي تحدد واسباب وضع تلك المباحث وكيفية تناولها والغاية منها ، وبذلك كان تطورها عبر مختلف الحقب الزمنية مرتبط بتطور تللك الأفكار والاتجاهات والتصورات والتي يمكن أن نطلق عليها بالفلسفة ومن هنا جاء ارتباط دراسة تاريخ المواضيع بفلسفتها ، وموضوع القياس والاختبار والتقويم أحد تلك المواضيع التي تأثرت منذ ظهورها بنظريات الفلاسفة واتجاهاتهم الفلسفية ، ومن مقولة ثرونداييك Thorndayek الفلسفية " أن كل ما هو موجود هو موجود بمقدار ، وكل مقدار يمكن قياسه وتقديره " كانت الملاحظة والمقارنة هي بدايات القياس والاختبار ، فقد لاحظ الانسان منذ القدم الاختلافات بين الأشياء والأفراد والأشياء في أبعاد وجوانب متعددة و أن نجاح الأفراد وصلاحية الأشياء في جانب أو وضعية ما لا يعني نجاحهم وصلاحيتهم في وضعية أخرى نظرا لعدم توفرهم على مجموعة من المميزات بدرجة كافية .كما أن نجاح الأفراد أو فشلهم في أداء ما لا يكون بنفس الدرجة ، لذلك شعر الانسان بضرورة تصنيف وترتيب الأفراد والأشياء حسب خصائصهم لتوزيع المهام عليهم واستعمالهم ، وطبعا كان هذا الاختيار والتصنيف يتم عن طريق عمليات الاختبار والقياس والتقييم ، وقد زادت أهمية هذه العمليات لما بدأ الانسان يضع الخطط المستقبلية والأهداف المرحلية لمختلف أعماله وانجازاته .