المحاضرة الأولى : مدخل مفاهيمي للأنشطة البدنية و الرياضية .
1- مراحل تطور مفهوم الأنشطة البدنية والرياضية:
1-1 مرحلة التدريب البدني :
حيث كان التركيز في البرنامج على : الصحة وصيانتها ، والمقاييس الجسمية ، واللياقة البدنية ، والنمو البدني، وكانت الأهداف تؤكد على ما سبق من قيم بدنية وصحية وعبر أنشطة مثل : الجمباز ، والتمرينات البدنية ، والتدريب بالأثقال.
و انتقد دودلي سارجنت D.Sergent اقتصار أهدافها على الإسهام في المحافظة على الصحة وتقوية العضلات والجمال البدني فقط ، وأشار إلى أن البحوث أثبتت أن النشاط البدني له تأثيره الواضح على الجوانب النفسية والاجتماعية أيضا ، وعلى شخصية الإنسان بوجه عام.
1-2 مرحلة التربية البدنية :
طالب وود T.Wood عام 1893 ، أي منذ أكثر من مائة عام بتغيير مفهوم المجال من )التدريب البدني( وتحويله إلى ) تربية بدنية) مؤكدا أن هذا المسمى لا يعني تربية البدن ، وإنما الاستفادة من الفرص التي يتيحها التدريب البدني لاستكمال العملية التربوية ، ومن ثم الإسهام الكامل في حياة الفرد سواء على المستوى البيئي أو الثقافي.
دعا كلارك هيذرنجتون C.Hetherington إلى )تربية بدنية حديثة( مشيرا إلى أن المقطع "بدنية" في الاسم إنما يعبر فقط عن الوسيط التربوي المتمثل في الأنشطة البدنية كإطار عام له.
1-3 مرحلة الاستفادة من التقدم التربوي :أهم ما ميز هذه المرحلة ما يلي :
- يضل انعكاس أفكار جون ديوي التقدمية على مختلف النظم التربوية وتبلور مفهوم التربية البدنية والرياضية الذي كان قد بدأ في الظهور منذ القرن التاسع عشر ، وبدأت تتحسن طرق التدريس والأهداف والبرامج والجوانب البيداغوجية عامة.
- تخلت البرامج عن التمرينات البدنية ، وجداولها الصارمة شبه العسكرية والجوانب الشكلية.
- أفسحت البرامج المجال للاحتياجات الفردية واهتماماته ومتعته.
- ظهرت تأكيدات في المنهج على إثراء الوجود الإنساني بمختلف جوانبه السلوكية حركيا وانفعاليا ومعرفيا واجتماعيا.
- احتلت الرياضة والمسابقات الرياضية والألعاب مكانة بارزة في المنهاج.
- بفضل جهود بريس Brace وماكلوي McCloy ، روجر Rogers ، ظهرت حركة التقدم في الاختبارات والمقاييس البدنية وبناء المعايير.
1-4 مرحلة توظيف سيكولوجية التعلم: وما يميزها هو:
- تزايد الحاجة إلى المعلومات المتصلة بسيكولوجية التعلم خلال الحرب العالمية الثانية ، والحرب الكورية ، وتضاعفت حركة تصميم الاختبارات النفسية والمعرفية والبدنية لانتقاء وتوجيه الجنود للأسلحة المناسبة.
- تجدد الحاجة إلى اللياقة البدنية لنفس الأسباب.
- استفاد المتخصصون في التربية البدنية من هذه الاتجاهات وعملوا على توظيفها في شتى التخصصات في سبيل التقدم بالجوانب البيداغوجية) التدريسية ( في التربية البدنية .
- سيطر هدف تنمية الأداء المهاري على البرامج.
1-5 مرحلة النزعة المعرفية :ويمكن اجمالها فيما يلي:
- مع تزايد حركة البحث المنهجي والاتجاه إلى تأكيد هوية التربية البدنية كنظام و مهنة، ظهرت نزعات مسيطرة برز فيها الجانب المعرفي المعلوماتي للتربية البدنية.
- زاد الاهتمام باختبارات )القلم والورقة( المعرفية في التربية البدنية والرياضية لتأكيد بنياتها المعلوماتية ، وكان ذلك مواكبا لظهور تصنيف بلوم للمجال المعرفي ولإبعاد شبهة اقتصارها على المجال البدني فقط.
- أسهمت التيارات والمدارس الفلسفية المختلفة في تطوير أهداف وقيم التربية البدنية، وشجعت الطرق المؤدية إلى المزيد من معرفة الفرد بجسمه وحركته وعلاقته بالبيئة والفراغ المحيط ، وشجعت كذلك على التفاعل الاجتماعي وإتاحة فرص تعبير الفرد عن ذاته من خلال الأشكال الاجتماعية المختلفة للحركة.
2- بعض المفاهيم الخاطئة للتربية البدنية والرياضية :
من سوء الحظ أن تواجه التربية البدنية والرياضية بعدد من المفاهيم والتصورات الخاطئة من قطاعات وفئات لا يستهان بها من الناس ، فهناك خلط واضح في المفاهيم بين المعاني والوظائف والأهداف والأشكال الاجتماعية للحركة والنشاط البدني ،مما أدى إلى تصور بعض الناس أن التربية البدنية هي التمرينات البدنية أو بعض المنافسات الرياضية ، أو الألعاب.....الخ ، وهي تصورات خاطئة في مجملها ، وبالرغم من ذلك فإنها أفضل بعض الشيء من بعض التصورات والمفاهيم التي ترى أن التربية البدنية مضيعة للوقت ، أو هي حواش للمنهج المدرسي أو أنها على أحسن الأحوال أنشطة خارج المنهج.
وقد كتب بوتشر سنة 1960 "أن الكثير من الناس يفهمون أن التربية البدنية فهما خاطئا، فالبعض يرى أنها مختلف أنواع الرياضة ، والبعض الآخر يرى أنها عضلات وعرق ، وآخرون يتصورون أنها أذرع وأرجل قوية ونوايا حسنة ، كما أنها لدى البعض: التمرينات التي تؤدى وفقا للعد التوقيتي" .
وذكر محمد فضالي 1985 أن جميع رجال التربية يؤيدون التربية البدنية والرياضية وبصفة خاصة في المرحلة الابتدائية ، إلا أن تأييدهم هذا ما يزال قاصرا على أن يتحقق بالدرجة الكافية.
3- تعاريف التربية البدنية والرياضية :
يتحدد الهدف الأساسي ويتحقق معنى التربية البدنية والرياضية من خلال تنمية الجسد وتنشئته بصورة سليمة ليتعدى أثر ذلك على النفس والعقل الإنساني ، وتعد الألعاب الرياضية هي الركن الأساسي للتربية البدنية والرياضية ، وهذا ما يؤكده المختصون في مجال التربية البدنية الرياضية ، ومن أمثلة ذلك:
نجد ناشNashe الذي يعرفها بأنها "جزء من التربية العامة وأنها تستغل دوافع النشاط الطبيعية الموجودة في كل شخص لتنميته من الناحية العضوية التوافقية والعقلية والانفعالية وهذه الأغراض تتحقق حيثما يمارس الفرد أوجه نشاط التربية البدنية سواء كان ذلك في الملعب أو في حوض السباحة"
وقد عرفها تشارلز بوتشر Charles Bucher بأنها "ذلك الجزء المتكامل من التربية العامة هدفها الأساسي تكوين الفرد اللائق بدنيا في جميع النواحي العقلية والوجدانية والانفعالية والاجتماعية وذلك من خلال الممارسة الفعالة لأوجه النشاط البدني"
وفيما يخص الجمعية الأمريكية للصحة والتربية والبدنية والترويح فقد عرفتها بأنها "المادة التي يتعلم فيها الأطفال التحرك للتعلم.
ويعتقد مفكر التربية البدنية البريطاني مورجان Morgan أن التعبير"تربية بدنية" يتضمن في حد ذاته الوسط الذي يمكن للتربية أن تتأثر به والذي يتمثل في أطر منظمة من النشاط البدني ، وعلى الرغم من أن الأنشطة البدنية متباينة ومختلفة إلا أن هناك خصائص مشتركة فيما بينهما، أهمها أنها توظف الحرية ، الحيوية ، الحركات المهارية ، فضلا عن القيم ونواحي الإشباع والرضا التي تتيحها ممارسة هذه الأنشطة
هي وجه من أوجه التربية العامة التي تسعى إلى تحقيق أهدافها عن طريق الأنشطة الرياضية و البدنية المحببة إلى النفس.
و بمناقشة التعاريف السابقة يمكن أن نقول أن التربية البدنية و الرياضة هي جزء متكامل من التربية العامة تسعى إلى تحقيق أهدافها عن طريق ممارسة النشاط البدني و الرياضي تحت إشراف مربي متخصص في المادة.
المحاضرة الثانية : مدخل لمفهوم المقاربة بالكفاءات
1- تمهيد:
ظهلرت المقاربة بالكفاءات نتيجة التطور التكنولوجي والعلمي الحاصل في الواقع والذي أفرز رؤى ونظريات جديدة تبنت فكرة التعليم وقدمت منظورا جديدا لكيفية حدوث عملية التعلم، حيث نجد أن هذه المقاربة جاءت لتقوم العملية التعليمية والتربوية و التي كانت تركز على المعلم والمحتوى المعرفي، مغيبة في ذلك دور المتعلم، ومركزة على التلقين جاعلة في ذلك المتعلم متلق سلبي، حيث أصبح الفعل التربوي فيها عملا آليا جامدا خاليا من الابداع والابتكار، ومنه فهي جاءت - هذه المقاربة - كثورة على الممارسات التعليمية التقليدية الجامدة وحاولت أن تعطي مفهوما جديدا يتماشى مع متطلبات الواقع.
2 - مفهوم المقاربة:
المقاربة هي أسلوب تصور ودراسة موضوع أو تناول مشروع أو حل مشكل أو تحقيق غاية، وتعتبر من الناحية التعليمية قاعدة نظرية، تتضمن مجموعة من المبادئ، يستند إليها تصور وبناء منهاج تعليمي. وهي منطلق لتحديد الاستراتيجيات والطرق والتقنيات والأساليب الضرورية، والمقاربة تصور ذهني، أما الإستراتيجية فتتمثل في مجريات نشاط البحث والتقصي والدراسة والتدخل.
3- مفهوم الكفاءة : عرف برنارد جيني الكفاءة بأنها كل مندمج ووظيفي من المعارف والمهارات وقدرات حسن التصرّف وكيفية التخطيط والتنبؤ بالمستقبل .
كذلك ما أبرزه فليب بيرنو عندما أوضح أنّ الكفاءات في التعليم هي مجموعة قدرات تتمّ تعبئتها في المدرسة وتوظيفها خارج أسوارها في مجابهة مشكلات، وحلّها (.
4- الخلفية العلمية للمقاربة بالكفاءات:
إن الأساس العلمي الذي نشأت منه هذه البيداغوجية هو النزعة البنائية و التي ظهرت كرد فعل للمدرسة السلوكية التي تحصر التعلم في مبدأ(مثير استجابة).
يرى بياجي أن مبدأ(مثير استجابة ) كما يتصوره المنظور السلوكي، يجب أن يعاد فيه النضر، وذلك لسببين أولهما وجود نشاط عصبي مستقل عن كل استثارة خارجية إذ ليس من الضروري أن يكون فعالا إلا إذا كان هناك استعداد في الجسم أو لدى الذات.
فالعلاقة بين المؤثر والاستجابة متبادلة ما دامت الذات صلة الوصل بينهما و يمكن توضيح هذه العلاقة على الشكل التالي :
- النموذج السلوكي : مؤثر استجابة.
- النموذج البنائي : مؤثر الذات استجابة.
إن المنظور البنائي ينطلق من أن حصول التأثير المؤثر يستلزم وجود قابلية في الجسم الذات، والاستجابة لا تحدث إلا انطلاقا من إمكانيات و استعدادات الفرد، وعليه فعملية التأثير والاستجابة هي عملية متطورة ومستمرة طوال الحياة تبعا لتغيرات بنيات الجسم وقدراته واستعداداته طبقا لتغيرات الظروف المحيطة به وعليه يمكن استخلاص التالي :
- الذات ليست سلبية في التفاعل مع المحيط ، فهي تخضع ما تتلقاه لعمليات فهم وتأويل وإدراك ونعدل بنياتها للتلاؤم مع ما يحيط بها .
- كل تعلم جديد يعتمد على بنيات معرفية مشكلة من بنيات محتويات ومفاهيم مكتسبة سابقا، وعليه فان النموذج البنائي له قواعد يختلف فيها عن سابقه من حيث:
- منطقه : التعلم و المعرفة تعد وسيلة لتنمية القدرات .
- مدخله : عن طريق القدرات الكفاءات.
- مخططه : المتعلم هو محور العملية التربوية ، فهو الذي يبني المعرفة اعتمادا على ما لديه من مكتسبات، إما المعلم فيلعب دور المسهل و الوسيط بين المعرفة و( المتعلم).
5- أهداف التدريس بالمقاربة بالكفاءات:
إن التعلم بالمقاربة بالكفاءات لم يصمم لمساعدة المدرس على نقل كم هائل من المعلومات إلى أذهان المتعلمين بقدر ما صمم لتقديم المساعدة للمتعلمين على:
- تنمية تفكيرهم ومهاراتهم الفكرية وقدراتهم على حل مشكلة.
- تعلمهم أدوار الكبار من خلال مواجهة المواقف الحقيقية والمحاكاة.
- تحولهم إلى متعلمين مستقلين استقلالا ذاتيا.
ما أدى ببعضهم على القول عن أهداف التعليم بالمشكلات"أنها تكاد تتلخص في هدف واحد هو التعلم" وهو طبعا هدف يمكن تحليله إلى سلسلة من الأهداف الفرعية المتضمنة، أهمها:
- اكتساب نتائج المتعلمين وتطوير خبراتهم ومهاراتهم بفعل الممارسة.
- تغيير علاقة المتعلمين بالمعرفة بعد تحويل موقفهم السلبي منها إلى موقف إيجابي يحفز طلب المعرفة واكتسابها.
- استيعاب المواد الدراسية والتحكم في سيرورة التعلم.
- تشجيع عمل الفرد مع الجماعة، من ثمة إعداده للحياة المهنية وإدماجه في المجتمع.
المحاضرة الثالثة: الأسس النظرية للمقاربة بالكفاءات
1- النظرية البنائية:
تقوم على مبدأ أن بناء المعارف يتم استنادا إلى المعارف السابقة (خبرات وتمثلات) ،فالمتعلم يبني المعرفة اعتمادا على ذاته فقط؛ يلاحظ، ينتقي، يصيغ فرضيات، يحلل ويتخذ قرارات، ينظم ويستنتج ويدمج تعلماته الجديدة في بنيته المعرفية أو الذهنية الداخلية. كما أن سيرورة تعلمه تمر بصراع بين المكتسبات السابقة و التعلمات اللاحقة (التناوب بين التوازن و اللاتوازن(.
2- النظرية المعرفية:
تنظر هذه النظرية للتعلم من زاوية السياقات المعرفية الداخلية للمتعلم، وتعطي أهمية خاصة لمصادر المعرفة واستراتيجيات التعلم )معالجة المعلومات والفهم والتخزين في الذاكرة والاكتساب وتوظيف المعارف(.
3- النظرية السوسيوبنائية:
تنظر هذه النظرية للتعلم من الزاوية الاجتماعية فالمتعلم يبني معارفه بكيفية نشيطة و متدرجة، من خلال سياق قائم على التفاوض والتفاعل وإعطاء المعنى. كما ترى هذه النظرية بأن المتعلم لا يطور كفاياته إلا بمقارنة إنجازاته بإنجازات غيره، أي في إطار التفاعل مع الجماعة أو الأقران والمحيط العام.
4- نظرية الذكاءات المتعددة:
وتقوم هذه النظرية على فكرة مفادها أن الأفراد يختلفون من ناحية نوع الذكاء ، بحيث إذا كنّا نتصوّر وجود ذكاء واحد لدى المتعلم ، فهذا يقود إلى وجود ممارسة نمطيّة واحدة ، أما إذا كنا نتصور وجود ذكاءات متعدّدة لديه ، فإن هذا يقود إلى ممارسات بيداغوجية متنوعة ، وقد حدد العلماء في هذا الصدد أصناف عدة للذكاءات ، نذكر منها∶ الذكاء اللغوي ، الذكاء المنطقي الرياضي ، الذكاء الحس-حركي ، الذكاء الاجتماعي وغيرها.
المحاضرة الرابعة: الأسس البيداغوجية للمقاربة بالكفاءات
1- تمهيد
تستوجب مقاربة الكفاءات في التعليم التخلّي عن البيداغوجيات التقليديّة المتمركزة حول المعرفة و المعلم ، والاعتماد على أخرى نشطة فعّالة تستند إلى طرائق التنشيط وتقنيّاته، و دينامية الجماعات ، وتتمحور حول المتعلم ، ومن أهمّها بيداغوجيا الخطأ ، و بيداغوجيا حلّ المشكلات والبيداغوجيا الفارقية.
2- بيداغوجيا الخطأ:
يتفق كثير من الباحثين على القيمة الاستراتيجيّة للخطأ في تاريخ البناء العلميّ للمعارف الإنسانيّة وأنّ ما يميّز تاريخ العلم مثلا حسب الفيلسوف الفرنسيّ باشلار هو محورية الخطأ في دينامية الفرضيّات العلميّة، وعلى هذا الأساس قامت المدارس السيكولوجيّة بمقاربة المنطق النفسي-المعرفي للخطأ في السيرورة الاكتسابيّة.
في هذا الصدد يؤكّد علماء التربية على أنّ كل سيرورة للتعلّم لا بدّ أن تبنى على قاعدة الاقتراب والمحاولة والخطأ، ويرون الخطأ رسالةً تعبّر عن مسار التعلّم، وتفصح عن وجود صعوبة ما يواجهها المتعلّم في تحقيق كفاياته، وأن يخطئ المتعلم، حسبهم، معناه أنّه يبذل جهدًا للتعلّم، ومعناه كذلك أنّه يحتاج تدخّل المعلّم لإزالة مختلف العوائق التي تعترضه في عمليّة التحصيل الدراسيّ.
3- بيداغوجيا حل المشكلات:
تعد بيداغوجيا حل المشكلات استراتيجية ناجعة ، ومنتجة لتدبير سيرورة التعليم والتعلّم في الموادّ الدراسيّة كلها ، مع ضرورة الارتكاز على ضوابطها الإجرائيّة والمنهجية ، وعلى مستويات صيغ التواصل والتفاعل داخل الفصل الدراسي ، ومنها∶
-الإعداد الماديّ لفضاء العمل.
-ضبط آليّات التواصل وفق المنطق البيداغوجي ، وحسب عمليات التنشيط التي يديرها المعلّم.
- الحرص على التلاؤم بين الوضعيّات المشكلة ، وبين إجراءات التواصل البيداغوجي.
- توفير الأدوات والوسائل التعليمية ، والدعامات والإسناد وجعلها في متناول المتعلّمين.
4- البيداغوجيا الفارقية:
تنطلق هذه البيداغوجيّة من المسلمة القائلة: إنّ المتعلمين يختلفون من جهة المكتسبات ، والسلوك ، والقدرات المعرفية ، وإيقاعات التعلّم وغيرها. لهذا السبب ، يكون المدرّس مدعوًّا لتنويع طرائق التدريس وأدواته.
تقوم الأسس النظريّة لهذه البيداغوجيا على الإيمان بإمكانيّات الكائن البشري ، وتكافؤ الفرص للجميع ، مع الاعتراف بحقّ الاختلاف للفرد التلميذ. كما تتحدّد الغاية والأهداف من هذه البيداغوجيا في محاربة الفشل الدراسيّ وتذليل الصعوبات التي تعترض المتعلّمين في تطوير قدراتهم ، وفي تشجيع رغبتهم في التعلّم.
5- بيداغوجيا الإدماج : الإدماج تنظيم يستهدف تجاوز القطائع التقليدية بين التعلمات و مختلف عناصر المناهج،و ذالك بإحداث علاقات في ما بينها .كما أن الدراسات المرتبطة بالذاكرة أثبتت أن التعلمات الجديدة معرضة للنسيان بعد فترة قصيرة من اكتسابها إذ لم تدعم بإدماجها و استعمالها بعد فترات زمنية قصيرة و كذالك ربطها بالحياة اليومية للمتعلم.
6- بيداغوجيا التعاقد: التعاقد هو تنظيم لوضعيات التعلم عن طريق إتفاق متفاوض بشأنه بين شركاء العملية التعليمية التعلمية ) المدرس و المتعلمون( يتبادلون الآراء في ما بينهم قصد تحقيق هدف ما و يندرج مفهوم التعاقد على مبدأين أساسيين هما :
- لا يمكن إكراه أي فرد على إنجاز أي عمل بدون رغبته
- الالتزام يعطي المشروعية و القوة للقوانين
7- بيداغوجيا المشروع: المشروع بصفة عامة هو هدف نريد تحقيقه ، و هو تفكير قصدي موضوعه فعل أو نشاط ، له مجال زمني يتحقق فيه هو المستقبل ، وفي المجال التربو ي هو أنشطة تهدف إلى تلبية حاجات مرتبطة بالتعلم، (تعلم مهارات تنمية كفاءات ، تطوير قدرات ، ومن أنواع المشاريع التربوية ) المشروع البيداغوجي ، مشروع المؤسسة ، مشروع القسم ، مشروع المجموعات ، المشروع الشخصي للمتعلم(
8- بيداغوجيا اللعب: تتفق الكثير من النظريات التعلم على اللعب دافع لإ كتساب و التعلم و إشباع الحاجات ، و يسمى بالعب البيداغوجي و يتخذ عدة أنواع نذكر منها ( لعب الأدوار ، اللعب التعبيري ، اللعب الفني و الرياضي ، اللعب الإدراكي/الذهني ، و اللعب الإبداعي...وغيرها ) وتتطلب هذه البيداغوجيا بعض التوجيهات التربوية نذكر منها :
- تحديد الهدف من اللعبة و مراعاة المتعة و الإثارة و التشويق .
-عرض قوانين اللعبة و تقديم تعليمات دقيقة للمتعلم عند ممارستها
- تنويع أمكنة التعلم بواسطة اللعب
- استحضار الخصائص النمائية وتنوع الألعاب و تعدد حوامل اللعبة لتكيفها مع مختلف المواقف التعليمية
المحاضرة الخامسة: محتوى التدريس في التربية البدنية والرياضية:
1- تمهيد
يعد محتوى التدريس أهم مكونات المنهج،لذا فإن تحليله يجعل الأستاذ قادرًا على تنظيم مجموع المعارف والمهارات بشكل يساعده على تحقيق الأهداف المخطط لها،لأن العملية التدريسية تسير وفق خطوات منظمة، والتحليل يوجه عمل الأستاذ ويفيده في تحضير أنشطة مختلفة تناسب عناصر المحتوى،ويساعده أيضا في بناء الاختبارات التحصيلية الأمر الذي ييسر للأستاذ اختيار عينة ممثلة لجميع جوانب المادة لتضمينها في الاختبار.
2- مفهوم المحتوى:
يعرف المحتوى "بأنه المادة التي تؤدي إلى تحقيق النتائج التي نسعى إليها ويضم أفكارا وقيما ومعاني وقواعد يقوم بتحصيلها الفرد لتصبح بالنسبة له معارف و قناعات وأنواع من السلوك."
أما عفاف عبد الكريم فتعتبر المحتوى مجموعة من الموضوعات والأحداث المأخوذة من المجالات المختلفة."
لذا علينا عندما نتحدث عن محتوى التدريس، ألا نفهم هذا المحتوى على أنه مجموعة مواد للتعليم أو التدريس، وإنما مجموعة أهداف تعبر عن قدرات ومهارات وكفاءات، وكذلك قيم وآداب السلوك العامة التي يجب أن يكتسبها المتعلم، ويفيد تحديد المحتوى في معرفة الخبرات التي يريد أن يلم بها المتعلم وطرائق تعلم المتعلمين لهذه الخبرات.
إن التحديد السليم للأهداف في منهاج التربية البدنية والرياضية يؤدي إلى اختيار الخبرات المناسبة لهذه الأهداف، ولذا فإن المحتوى يمثل الجزء الأساسي فيه وأداة لتحقيق أهدافه، وعلى هذا لا يمكن فصل أهداف المنهج عن محتواه، لأن المحتوى يحدد على أساس هذه الأهداف.
فبعد الانتهاء من تحديد أهداف البرنامج المسطر وبعد ترتيب هذه الأهداف وفقا لأهميتها وأولويتها، فإن الخطوة التالية تكون اختيار ألوان النشاط المناسبة لتحقيق الأهداف التي تم تحديدها، ثم تنظيم هذه النشاطات حسب تتابع معين يكفل فاعلية التعلم.
وفي هذا الصدد يقول موريس بييرون : Piéron.M إن اختيار الوسائل والأنشطة التي تتماشى مع الأهداف المسطرة ومع خصائص التلاميذ يشكل عنصرا محققا للنجاح البيداغوجي. وعملية اختيار الأنشطة هي العملية الإجرائية التي تحول الأغراض التعليمية من مجرد أمنيات وتطلعات إلى حصائل و منجزات، وهي في مجملها تشكل المجال العام للتربية الرياضية في مرحلة تعليمية أو في صف دراسي بذاته، ولأن العلاقة الجدلية بين التربية الرياضية وبين التربية بشكل عام ترتبط إلى حد كبير بالقيم المتضمنة في أنشطة التربية الرياضية ومعانيها الكبيرة بالنسبة للممارسين، فإن اهتماما كبيرا يجب أن يوجه لعملية انتقاء واختيار ألوان النشاط آخذين في عين الاعتبار القيم والتأثيرات التربوية لكل منها.
3- أسس اختيار المادة التعليمية:
يتم اختيار محتوى التدريس من النشاطات وفقا لمعايير علمية تناولها العديد من الباحثين في دراساتهم وبحوثهم وذلك حتى تتضح معالمها ويهتم المعنيون في المجال التربوي وعلى رأسهم الأساتذة بتطبيقها وأخذها بعين الاعتبار.
أما بييرون Piéron فقد حدد خمسة معايير أساسية لاختيار الأنشطة هي:
• ملائمة الأنشطة لخصائص التلاميذ
• اختيار أنشطة خاصة
• اختيار أنشطة تضمن مشاركة عدد كبير جدا من التلاميذ
• اختيار أنشطة تضمن توازن فسيولوجي كامل
• أن تكون الأنشطة المختارة هادفة.
أما كوربنCorbin.C فقد حدد المعايير التالية:
• تناسب الأهداف.
• يتوفر لها عوامل الأمن والسلامة.
• تتماشى مع ميول التلاميذ.
• تناسب استعدادات التلاميذ.
• تتمشى مع اهتمامات التلاميذ.
• تسهم في تنمية الناحية الابتكارية في التلاميذ
أما محمد لبيب النجيحي ،ومحمد منير مرسي ،فإنهما يتفقان على المعايير التالية:
• الصدق، أي اختيار محتوى محقق للأهداف.
• مراعاة احتياجات واهتمامات المتعلم.
• إمكانية تعليم هذه الأنشطة وذلك بمناسبتها للمستوى الدراسي للتلاميذ
بينما يشير وهيب سمعان ورشدي لبيب إلى أن اختيار الأنشطة يكون وفق المعايير التالية:
• أن تحقق ممارسة التلاميذ لها أغراض الوحدة الدراسية.
• أن تحقق ممارستها الأهداف الاجتماعية المرغوبة.
• أن تكون مناسبة لمستوى نضج التلاميذ.
•أن تكون منوعة بحيث تناسب الفروق الفردية بين التلاميذ.
المحاضرة السادسة: الأهداف التعليمية في التربية البدنية والرياضية
1- تمهيد: تتمثل أهداف درس التربية البدنية والرياضية في وجوب أن تشتمل على المجالات الثلاثة و المتمثلة في المجال المعرفي والمجال النفس حركي والمجال الوجداني العاطفي حيث حتى تتحقق أهداف التربية البدنية والرياضية بشكل عام وأهداف الدرس بشكل خاص يجب أن تغطي هاته الاهداف تلك المجالات وفيما يلي توضيح لذلك.
2- تعريف الهدف: ظهرت عدة تعاريف أكثر تحديدا لمعنى الهدف ضمن مجالات العلوم التربوية ونذكر منها:
- يعرفه بنجامين بلوم وزملاؤه بأنه " محاولة من قبل المعلم أو أخصائي المنهج للبحث عن التغيرات الحاصلة للمتعلم ".
- ويعرفه روبيرت جانيه Robert G بأنه " تعبير للنتاج التعليمي الحادث في ضوء أداء المتعلم المتضمن مواصفات الموقف الذي يمكن ملاحظته فيه " .
3- مصادر اشتقاق الأهداف : تشتق الأهداف من عدة مصادر وهي كالأتي :
3-1 فلسفة المجتمع و حاجاته : وتتمثل في المبادئ والمعتقدات والقيم والاتجاهات.
3-2 فلسفة التربية: ويمكن معرفتها من خلال فلسفة المجتمع من خلال الايديولوجية التي يتبناها، فإذا كان المجتمع يتخذ من الديمقراطية فلسفة له فإنه يؤمن باحترام شخصية الافراد وحريتهم وإبداء أرائهم ، ومنه فإن الأهداف تشتق من تلك المبادئ.
3-3 طبيعة المتعلم وعملية التعليم: لكل متعلم طبيعته الخاصة وهي تختلف باختلاف المرحلة التعليمية سواء كانت في الابتدائي أو المتوسط أو الثانوي بحيث أن واضعي المناهج يحتاجون لمعرفة ما ينبغي ان يدرسه المتعلم في ضوء قدراته وحاجاته وميوله واستعداداته لكي يتفاعل و يتكيف بنجاح مع البيئة والمجتمع ، كما يحتاجون لمعرفة كيف يتعلم الفرد في ضوء نظريا ت التعلم المختلفة.
3-4 المتخصصون في المادة : وذلك من خلال اقتراح أهداف المواد الدراسية والتي تسهم بدورها في وضع الأهداف التربوية.
4- معايير الهدف الجيد للتعليم:
- ينبغي أن يرتبط هدف التدريس بالأهداف التعليمية وبالأهداف التربوية العامة للمرحلة أو المنهاج.
- ينبغي أن يعكس الهدف التدريسي حاجات المتعلمين الفعلية الواقعية أن يتناسب مع قدراتهم وميولهم ودرجة نضجهم.
- ينبغي أن تصاغ الأهداف في صيغة سلوكية سليمة.
- ينغي ان تتنوع الأهداف التدريسية بحيث تشمل جوانب النمو المتكامل وتشمل المستويات الثلاث المعرفية والنفس حركية والوجدانية العاطفية.
5- تصنيف الأهداف التعليمية.
5-1 المجال المعرفي :يعد المجال المعرفي أكثر مجالات الأهداف انتشارا وتطبيقا وقد تبنى هذا المجال العالم والمربي بلوم Bloom سنة 1965 وقسمه إلى ستة مستويات متدرجة في الصعوبة والسهولة ترتيبا هرميا كما في الشكل التالي:
شكل يوضح مستويات المجال المعرفي
5-1-1 بعض الأفعال السلوكية المستخدمة:
-
مستوى المعرفة أو التذكر: يعدد - يذكر - يحدد - يعرف - يسمي
- مستوى الاستيعاب أو الفهم: يعلل - يفسر - يترجم - يستخلص - يستنتج
- مستوى التطبيق: يطبق - يبرهن - يستخدم - يستعمل - يستخرج - يحسب
- مستوى التحليل: يحلل - يقارن - يوازن - يفرق
- مستوى التركيب: يركب - يؤلف - يربط - يصوغ جملة - يقرح خطة - يضع خطة
- مستوى التقويم: يحكم - يختار - يعبر - ينقد - يقرر - يبدي رأيا
ومن بين الأمثلة التي يمكن لأستاذ التربية البدنية والرياضية أن يعتمدها في هذا المجال الاتي:
- إعطاء معلومات عن أهمية اللياقة البدنية و دورها لتكوين الجسم السليم
- إعطاء معلومات عن أهمية تعليم المهارات الحركية
- إعطاء معلومات عن مراحل الأداء في المهارات أثناء الدرس
- إعطاء معلومات عن القوانين الخاصة بالأنشطة المختلفة من خلال الممارسة
- إعطاء معلومات عن مساحة الملعب و شكل الوسائل والأدوات المستخدمة و كيفية صيانتها والمحافظة عليها
- إعطاء معلومات عن كيفية النظافة الشخصية
- إعطاء معلومات عن طرق التقويم
5-2 المجال النفس الحركي :يتضمن هذا التصنيف الذي قدمه سمبسون سبعة مستويات، تبدأ بالإدراك الحسي وهو أبسط هذه المستويات وتنتهي بالإبداع وهو أرقى مستويات التصنيف، ويقصد بالمجال الحركي هنا المهارات الحركية لأطراف وأجزاء الجسم الانسان كحركة اليدين والساقين و الجذع وفي الشكل التالي تبيان لذلك:
شكل يوضح مستويات المجال النفس حركي
5-2-1 بعض الأفعال السلوكية المستخدمة:
-
مستوى الإدراك الحسي : يختار - يكشف - يميز - يربط - يحس بالفراغ
- مستوى الميل أو الاستعداد : يبرهن - يميل - يستعد - يفصح - يتطوع
- مستوى الاستجابة الموجهة : يقلد - يجرب - يحاول - يعيد - يكرر
- مستوى الآلية أو التعويد : يتعود - يؤدي - يقيس - يقوم - يحرك - يرد- يستخدم
- مستوى الاستجابة المعقدة : يثب - يكون - ينسق - ينظم - ينفذ - يؤدي بدقة
- مستوى التكيف : يعدل - يحكم - يتكيف - يغير - صحح خطأ - يعيد ترتيب
- مستوى الإبداع : يصمم - يبدع - يقدم - يعرض - يبتكر - يؤلف - يخطط
ومن بين الأمثلة التي يمكن لأستاذ التربية البدنية والرياضية أن يعتمدها في هذا المجال الاتي:
- التدريب على التمرينات لاكتساب اللياقة البدنية
- تعليم و تدريب التلاميذ على المهارات المختلفة لكل نوع من أنواع النشاط الرياضي
- أداء المها ا رت الحركية في صورتها التنافسية
- تدريب التلاميذ على طرق القياس المختلفة سواء للاختبارات البدنية أو المهارية
5-3 المجال الوجداني :قدم كراثول تصنيفا للأهداف التعليمية في المجال الوجداني وسنوضحها في الشكل التالي:
شكل يوضح مستويات المجال الوجداني
5-3-1 بعض الأفعال السلوكية المستخدمة:
-
مستوى الاستقبال : يصغي - يهتم - يبدي رغبة - يعي
- مستوى الاستجابة : يتمتع - يستجيب - يستمتع - يشارك - يتطوع - يوافق
- مستوى التقييم : يصف - يساعد - يدعم - يجادل - يناقش- يختار-يثمن-يقدر
- مستوى التنظيم : ينظم - يخطط - يوازن - يعدل - يلتزم - يرسم خطة
- مستوى الاستجابة المعقدة : يثب - يكون - ينسق - ينظم - ينفذ - يؤدي بدقة
- مستوى تشكيل الذات : يؤمن - يعتز- يشكل - يبرهن - يحترم - يثق- يتصف
ومن بين الأمثلة التي يمكن لأستاذ التربية البدنية والرياضية أن يعتمدها في هذا المجال الاتي:
- الإخلاص في العمل
- احترام قوانين الطاعة و الامتثال للقرارات
- الثقة النفس أثناء أداء المهارات
- مهارات بالتعاون
- مهارات تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات
- احترام حقوق الغير و تقدير أعمالهم
المحاضرة السابعة: تخطيط الوحدة التعليمية (حصة التربية البدنية والرياضية)
1- تخطيط الوحدة التعليمية:
يظن البعض أن عملية التخطيط لدروس التربية البدنية والرياضية عملا روتينيا سهلا لا يحتاج إلى جهد كبير فهم يرون بأنه يجب عليه إعداد الدروس لمرة واحدة فقط ثم عليه تطبيقها بشكل روتيني على جميع المتعلمين باختلاف خصائصهم واحتياجاتهم، ولكن بالعكس فنحن نرى بأن تحقيق أهداف التربية البدنية والرياضية الحقة لا يتم بشكل جيد إلا إذا كان هناك تخطيط جيد علمي ومدروس يراعي كل الجوانب سواء المرتبطة بالمتعلم أو البيئة المحيطة به، فتخطيط درس التربية البدنية والرياضية يتطلب جهدا فكريا وعملا تعاونيا وتنظيما مدروسا، ومن الملاحظ في الواقع اليوم أن الأستاذ بعد قضاءه عدة سنوات في التدريس يستغنون عن عملية إعداد الدروس والتجديد فيها وهذا ما يجعلها مادة جامدة لا تقدم الجديد ولا تتماشى مع التغيرات، وعملية التخطيط الجيد تعد خطوة فاصلة في الحفاظ على الحماس والإثارة في المهنة من جهة ولدى المتعلمين من جهة أخرى، وتجدر الإشارة هنا أي أنه يمكن للأستاذ أن يقوم بالتعليم والتدريس بدون إعداد للدرس لكن من الصعب أن يكون أستاذا متميزا دون إعداد.
ومن المعروف انه ليس هناك شكل محدد لكتابة خطة الدرس، فالبعض يفضلون أن تكون الخطة مفصلة تفصيلا وافيا بحيث تشتمل على الأهداف الإجرائية في الجوانب المعرفية والوجدانية والنفسحركية، وكذلك تحديد المفاهيم الأساسية للدرس والأدوات والأجهزة والتشكيلات والوسائل التعليمية والأدوات البديلة واستراتيجيات التدريس وكذلك أدوات معايير التقويم، بينما يفضل البعض الأخر أن تكون الخطة مختصرة، لا تحتوي إلا على عنوان الدرس والخطوط الأساسية.
وتؤدي خطة الدرس ثلاث وظائف مهمة وأساسية للأستاذ وهي:
-
- تنظم الأفكار وترتبها.
- تعد بمثابة سجل لأنشطة التعلم والتعليم.
- تعد وسيلة يستعين بها المفتش لمتابعة الدرس وتقويمه وتقييم عمل الأستاذ وتقويمه.
1-1 عناصر تخطيط درس التربية البدنية والرياضية:
- البيانات العامة للدرس. – الأنشطة.
- زمن الدرس. – التجهيزات و الأدوات.
- أهداف الدرس. – التشكيلات المستخدمة.
- التقويم.
2- أهمية التخطيط لدرس التربية البدنية والرياضية:
- حماية الأستاذ من نسيان محتوى الدرس.
- متابعة حقيقية لعملية التدريس وتقويمها.
- توعية الأستاذ لأهمية التخطيط في إنجاح العملية التعليمية.
- تحد من الوقت الضائع والتحركات التي ليس لها معنى في الدرس.
- تضمن تسلسل موضوعي لخبرات الدرس وتطورها.
- دراية الأستاذ بالحاجات الواجب مقابلتها أثناء الدرس.
- تساعد الأستاذ على تفادي الكثير من المشكلات ضبط القسم وتنظيمه.
- عدم الارتجال وترشيد عملية توجيه سلوك التلاميذ.
- تعين الأستاذ على تكوين إطار فكري عام عن أهمية مادته تربويا.
- تساعد الأستاذ في الحفاظ على فدرته الإبداعية في توليد أفكار جديدة.
- تجعل الأستاذ يفكر في تفاعله مع تلاميذه بدلا من أن يسأل: ماذا أفعل بعد ذلك؟
3- بناء وحدة تعليمية:
3-1 تحديد هدف الحصة:
- يعبر عن مركبة من مركبات الكفاءة المستهدفة.
- يكون في مستوى المتعلمين
- قابل للتنفيذ والتجسيد ميدانيا.
- له امتداد في الحياة اليومية.
3-2 محتوى التعلم(الأهداف الجزئية):
- نابعة من الهدف التعلمي.
- مفهوم لدى المتعلمين.
- محفزا ومشوقا.
3-3 محتوى الانجاز(الوضعيات التعلمية):
- يخدم الهدف بصفة امة والأهداف الجزئية بصفة خاصة.
- في مستوى المتعلمين.
- خال من الأخطار.
- الوسائل متوفرة لتحقيقه.
- الفضاء مناسب لممارسه.
- يتضمن طابع اللعب والتنافس.
المحاضرة الثامنة: مراحل (كرونولوجية) درس (وحدة تعليمية)
التربية البدنية والرياضية
1- درس التربية البدنية والرياضية:
الدرس هو الوحدة الصغير في البرنامج الدراسي للتربية البدنية والرياضية الذي يمثل أصغر جزء من المادة ويحمل كل خصائصها،فالخطة الشاملة لمنهج التربية البدنية والرياضية بالمدرسة تشمل كل أوجه النشاط الذي يريد الأستاذ أن يمارسها تلاميذ مدرسته، فالدرس اليوم يعتبر حجر الزاوية في كل المناهج،ويتوقف نجاح الخطة كلها وتحقيق الأهداف العامة على حسن تحضير وإعداد وإخراج وتنفيذ الدرس، فهو يحتوي على أوجه نشاط متعددة.
1-1 بناء درس التربية البدنية والرياضية:
اختلفت تقسيمات درس التربية البدنية والرياضية عبر مختلف الدول، فمنهم من يرى التقسيم الآتي:
-1 المقدمة
-2 التمرينات التشكيلية (التأهيلية)
-3 النشاط التعليمي
-4 النشاط التطبيقي (نشاط الجماعات)
-5 النشاط الختامي
ومنهم من يرى تقسيمه إلى الأجزاء التالية:
-1 الإحماء
-2 التمرينات البدنية
-3 المهارات الحركية
-4 التهدئة
وقد ظهر تقسيم جديد في بعض الدول المتقدمة في التربية البدنية والرياضية يشتمل على التمرينات المتباينة والأنشطة الرياضية المختلفة المنظمة فسيولوجيا وسيكولوجيا بطريقة تربوية سليمة، فقد قسم الدرس إلى ثلاثة أجزاء،هي:
.1الجزء التمهيدي(الإعدادي)/ .2الجزء الرئيسي/ .3الجزء الختامي
وهو التقسيم المعتمد عندنا في مؤسساتنا التربوية في الجزائر، وهو لا يعني استقلال كل جزء عن سابقه، بل يوجد ترابط بين أجزاء الدرس كلها،فالجزء التمهيدي لا بد أن يرتبط بالجزء الرئيسي أي يركز على إحماء العضلات والمفاصل وتهيئتها لزيادة الحمل في الجزء الرئيسي، وهكذا نجد كل جزء يمهد للجزء التابع له.
وفيما يلي شرح عام لمحتويات الأجزاء الثلاثة لدرس التربية البدنية والرياضية:
- الجزء التمهيدي (المرحلة التحضيرية) :
ويسمى أيضا الإعدادي أو التحضيري، وينقسم إلى مرحلتين هما:
•مرحلة التهيئة للوصول إلى الجو التربوي ومنه العمل على تهيئة المناخ الملائم للتلاميذ،إعداد الملعب بالصورة التي يرتكز عليها الدرس،تحضير الأجهزة اللازمة التي تكون في متناول الأستاذ،وبعدها تهيئة التلاميذ،تبديل الملابس والدخول إلى الملعب أو القاعة.
•مرحلة الإعداد البدني أو (الإحماء) وذلك عن طريق إشراك جميع أجزاء الجسم وخاصة العضلات الكبيرة والمفاصل تمهيدا للعمل الأصعب الذي سيقوم به التلميذ في باقي أجزاء الدرس،ويكون هذا عن طريق الجري العادي أو الجري المتنوع أو تمرينات بسيطة شكلية وألعاب سهلة بعيدة عن القوانين المعقدة وأن يكون من النوع الذي يشغل كل التلاميذ في وقت واحد أطول فترة ممكنة خصوصا إذا كان الجو باردًا.
ومدة الجزء التحضيري من درس التربية البدنية والرياضية تكون من (10- 8) دقائق يؤدي خلالها التلاميذ تمرينات توافق مستوياتهم البدنية والعقلية، وتكون مناسبة لدرجة حرارة الجو،كما يجب أن تكون مرتبطة بالوحدة التعليمية، ولهذا فالإحماء يكون على نوعين:
- إحماء عام: يشمل التمرينات والألعاب بأنواعها المختلفة لرفع القابليات البدنية.
- إحماء خاص: يخدم الأجزاء أو العضلات التي ستشارك في النشاط، البدني الجماعي أو الفردي
- الجزء الرئيسي (مرحلة الانجاز الرئيسي):
يتضمن هذا الجزء الأمور الأساسية لبناء الصفات المطلوبة وكذلك بناء المهارات الرياضية الأساسية للوحدة التعليمية،ويتكون من نشاط تعليمي ونشاط تطبيقي،وهما مهمان جدا، وبذلك يمثلان أكبر جزء من الدرس بوقت 30 دقيقة.
كما يتضمن الجزء الرئيسي الأمور الأساسية لبناء المهارات الرياضية للألعاب المنظمة كالخفة والرشاقة وفعاليات الساحة والميدان، وهو يعتمد على ثلاثة نقاط (مهارات) أساسية هي: الشرح، العرض والتنفيذ.
فالنشاط التعلمي مدته من 10-6 دقائق والنشاط التطبيقي مدته من 20-18 دقيقة وبين أنه خلال الجزء الرئيسي ينبغي مراعاة العوامل التالية:
أ- الوقت المناسب لتمرين ما.
ب - التطوير لأقصى حد ممكن للنتيجة القياسية للتلاميذ.
ت - الزيادة في نسبة الحمولة بطريقة مناسبة ومنتظمة.
ث - المراقبة والتقييم المتزن والبيداغوجي الفعال لنتائج التلاميذ.
ج - تكوين وتثبيت احتياجات التلاميذ بواسطة الممارسة المنتظمة.
ح - تطوير النشاط الحر،التعاون والإرادة اتجاه المجهود والاستقلالية.
والتقويم الذاتي والمسؤولية الشخصية للتلاميذ والسلوك الجماعي، والنشاط التعلمي من الجزء الرئيسي هو النواة التي يبنى عليها الدرس كله، وهو صلب الخطة العامة والهدف التعلمي للدرس، يتعلم فيه التلاميذ مهارات جديدة يقوم الأستاذ بشرحها لهم لفظيا لتوضيح أهميتها ثم عمل نموذج يقوم به، أو يختار أحد التلاميذ لتأديته تحت إشرافه.
أما النشاط التطبيقي من الجزء الرئيسي فهو أحب لنفوس التلاميذ وله قيمة تربوية، حيث ينمي روح الجماعة ويعود التلاميذ على أمور القيادة التبعية وفيه يقوم التلاميذ بتطبيق المهارات السابقة التي تعلموها في النشاط التعلمي، وذلك مثلا بتنظيم منافسات بين المجموعات.
- الجزء الختامي (مرحلة التقويم) :
الغرض منه هو تهدئة التلاميذ نفسيا وعضويا والرجوع بأجهزة الجسم إلى حالتها الطبيعية وتهيئة التلاميذ للرجوع إلى حجرة الدراسة، ويشتمل هذا الجزء على تمرينات بطيئة التوقيت وهادئة حتى تهدئ من سرعة التنفس كالمرجحات أو رفع الذراعين عاليا، ثم يتم في هذا الجزء تقويم الحصة، والتعزيز هنا له دور فعال ومهم جدا، حيث يذكر الأستاذ ما جناه التلاميذ من نتائج مختلفة حول الدرس فيمدح وينبه ويشجع ويوضح بعض النقائص، مع التركيز على ضرورة إشراك المتعلمين في عملية التقويم، وهكذا أيضا يتم جمع الأدوات والأجهزة وتنظيمها وخزنها في أماكنها في نظام وهدوء، ومدة المرحلة الختامية من الدرس هي 5 دقائق.