السنة الثانية ليسانس تدريب رياضي . مقياس البرمجة والتخطيط الرياضي

بعد الحرب العالمية الثانية وفي إطار الصراع القطبي بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي والذي امتد في كل المجالات استطاعت روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) باعتبارها متزعمة المعسكر الشرقي ، وبعد عدة محاولات للبروز في الميدان الرياضي على المستوى الدولي وخاصة في البطولات الأوروبية الخاصة بـ: ألعاب القوى (1946)، رفع الأثقال ( 1947) ، المصارعة (1947) ، وكرة السلة (1947) ، وبذلك اعتقد السوفييت أنهم على أتم الاستعداد للحصول على المرتبة الأولى في أول مشاركة لهم في الألعاب الأولمبية التي كانت في دورة هلسنكي (1952) ، ولكن ورغم الأداء الجيد لرياضييها إلا أنها جاءت في المركز الثاني بمجموع 71 ميدالية بعد الغريم الولايات المتحدة الأمريكية بمجموع 76 ميدالية ، كثف السوفييت من البحث لتحسين نتائجهم و تحقيق التفوق والسيطرة على المنافسات الرياضية الدولية ، فعرفت الرياضية في المعسكر الشرقي بصفة عامة و السوفيتية بصفة آن ذاك خاصة تفوقا باهرا ، حتى أنهم في مشاركتهم الأولمبية الثانية دورة أستراليا (1956) تحصلوا على المرتبة الأولى بمجموع 98 ميدالية ، متقدمين على الولايات المتحدة الأمريكية ، ورغم اعتزازهم بتلك النتائج إلا أنهم لاحظوا أن رياضييهم يحققون أرقاما في التدريبات وفي بعض المنافسات الصغيرة أفضل من تلك الأرقام التي يحققونها في المنافسات الكبرى !!!! .

طرحت هذه الإشكالية على مستوى قسم طرق ومنهجية التربية البدنية التابع لمعهد الثقافة البدنية الحكومي بموسكو، وكلف باحث شاب يدعى لاف بافلوفيتش ماتفييف Lev Pavlovich Matveyev  بدراستها ، هذا الشاب كان متأثرا عند قيامه بهذه الدراسة بالتخطيط والإستراتيجية وذلك باعتباره جندي سابق في الجيش الروسي خلال الحرب العالمية الثانية ، كذلك كان متأثرا بالإيديولوجية الشيوعية في الإدارة والتنظيم المبنية على التخطيط ألاستباقي Ex-ante ، وكذلك بأعمال الخبراء والباحثين السابقين والمعاصرين له في علم التدريب الرياضي Pihkala (1930) ، Yakovlev (1950) ،Osolin (1951)، Letunow (1952) ، وضع ماتفييف نظريته الخاصة بالبرمجة والتخطيط الرياضي والتي تنص على المرحلية في برمجة التدريبات وهكذا برزت مصطلحات جديدة في هذا الميدان مثل الدورة التدريبية الكبرى Macrocycle والدورة الصغرى Microcycle ، وبعدهما مصطلح الدورة المتوسطة في سنة 1971 . ، وبفضل هذه النظرية وباقي الدراسات سيطر الرياضيين السوفييت بصفة خاصة و رياضيي الدول الشيوعية بصفة عامة على منصات التتويج في المسابقات الرياضية العالمية بين الستينات والسبعينات واستمر تميزهم حتى في الثمانينات قبل انتقال هذه النظريات الى المعسكر الغربي وباقي دول العالم .

لم يتوقف البحث والدراسة عند مرحلية ماتفاييف وظهرت بعد ذلك العديد من النماذج في البرمجة والتخطيط الرياضي التي تعزز أو تعدل أو تناقض تلك النظرية .

Offered: 

2022